Øارس اللغة العربية Ù…Øمود شاكر ÙÙŠ لقاء تأخر نشره 18 عامًا
Saadiah 6 أغسطس، 2018 ماء الØوار
وننشره ÙÙŠ الذكرى العاشرة لرØيله Øارس اللغة العربية Ù…Øمود شاكر: ÙŠØيى Øقي يستØÙ‚ أضعا٠أضعا٠جائزة نوبل أنا شري٠النسب وصعيدي شرقي تلامذتي من الكويت لم يتخلوا عني طوال Ùترة سجني
الاول من نوÙمبر 2007/ سعدية Ù…ÙرØ:
لهذا اللقاء قصة غريبة، وله تاريخ بعيد، Ø£Øكي القصة لأØتÙÙŠ بالتاريخ، وأتذكر التاريخ لأعود إلى تÙاصيل القصة. أما التاريخ Ùيعود إلى شهر ديسمبر من عام 1989ØŒ Øيث كانت الكويت تØتÙÙŠ بزيارة شيخ جليل من شيوخ اللغة العربية هو العلامة Ù…Øمود شاكر، أما القصة Ùتبدأ مع Øماستي لإجراء لقاء صØÙÙŠ معه، لأنه لا يستسيغ إجراء اللقاءات الصØÙية، Ùلم يواÙÙ‚ عندما طلبت منه ذلك للمرة الأولى، لكنه أمام إلØاØÙŠ الشديد واÙÙ‚ بØنو أبوي على رغبة صØÙية شابة، آنذاك، مازالت تØبو على بلاط صاØبة الجلالة، إلا أنه اشترط علي شرطين، أما الأول، Ùأن أقرأ له بعض كتبه على الأقل قبل إجراء ذلك اللقاء، Ùأخبرته أنني كنت قد قرأت بالÙعل سÙره العظيم عن المتنبي، بالإضاÙØ© إلى كتاب أباطيل وأسمار، Ùقال إن هذا يكÙÙŠØŒ أما الشرط الثاني، Ùهو أن اختار موضوعًا واØدًا Ùقط كي يدور الØوار Øوله، Ùاخترت أن يدور Øديثنا Øول صديقه الأثير ÙŠØيى Øقي وعلاقته به، خاصة وأنني سبق وأن أجريت لقاء مع Øقي تØدث Ùيه باستÙاضة عن Ù…Øمود شاكر.
وما إن سمع شاكر اسم Øقي Øتى تهللت أساريره ولاØت ابتسامته، التي ظلت عصية طوال الوقت، سألني: أنت Ùعلا أجريت Øوارًا مع Øقي؟ قلت: نعم ونشرته قبل شهور عدة ÙÙŠ جريدة الوطن الكويتية. عندها قام من مكانه ليØضر نسخة من كتابه الشعري «القوس العذراء» قدمها لي كمكاÙأة.
أعددت جهاز التسجيل، وبدأ الØوار الذي بدا وكأنه من طر٠واØد خاصة وأن الØديث ظل دائمًا يدور Øول ÙŠØيى Øقي كما اشترط، وعدته عندما انتهينا أن Ø£Ùرغ شريط التسجيل على الورق ليراجعه قبل النشر، لكنه لم ير داعيًا لذلك، مما جعلني أتمهل ÙÙŠ أداء المهمة. وعندما قررت القيام بها ضاع شريط الكاسيت، ببساطة شديدة ضاع بين ركام من الورق والأشرطة والأشياء التي يزدØÙ… بها مكتبي آنذاك، ضاع تمامًا Øتى Ùقدت الأمل ÙÙŠ العثور عليه. لكنني وجدته أخيرًا، أعني بعد مرور 18 عامًا على إجراء الØوار، وبعد مرر عشر سنوات على رØيل Ù…Øمود شاكر، وجدته لأجد معه جزءًا من ذكرياتي القديمة ÙˆØكايتي مع الشيخ الجليل والذي ÙŠØلو لي أن أسمّيه Øارس اللغة العربية منذ أن سمعت شقيقي يصÙÙ‡ بذلك تبجيلاً له وإعجابًا بكتاباته.
وقد استØÙ‚ Ù…Øمود شاكر المولود ÙÙŠ القاهرة عام 1909 هذا اللقب عن جدارة بÙضل جهوده الرائعة ÙÙŠ خدمة اللغة العربية ليس باعتباره كان عضوًا ÙÙŠ مجمعها اللغوي ÙÙŠ القاهرة ÙˆØسب، بل أيضًا باعتباره Ø£Øد أهم Ù…Øققي التراث العربي على الإطلاق. وقد عر٠شيخ المØققين بمعاركه الأدبية واللغوية مع Ù†Ùر من أبرز الوجوه الثقاÙية ÙÙŠ عالمنا العربي، Ùخلال دراسته ÙÙŠ كلية الآداب ÙÙŠ جامعة القاهرة ÙÙŠ عشرينيات القرن العشرين اختل٠مØمود شاكر مع أستاذه طه Øسين بسبب آراء الأخير التي أوردها ÙÙŠ كتابه الشهير «ÙÙŠ الشعر الجاهلي» Øول انتØال الشعر الجاهلي، وقد أدى ذلك الخلا٠المرير بين التلميذ وأستاذه إلى أن يترك شاكر الجامعة دون الØصول على شهادة جامعية. لكن هذا لم يمنعه من العكو٠على تØقيق الكثير من كتب التراث Øتى بلغ على هذا الصعيد شأوا كبيرًا.
ويعد ديوان المتنبي أشهر ما Øقق شاكر، Øيث أعد له مقدمة مطوّلة نشرت Ùيما بعد ÙÙŠ كتاب منÙصل بعنوان «الطريق إلى ثقاÙتنا». وكانت لشاكر معركة Ùكرية أخرى مع لويس عوض ÙÙŠ الخمسينيات Øول كتاب «رسالة الغÙران» لأبي العلاء المعري.
وقد نال Ù…Øمود شاكر قبل أن يرØÙ„ ÙÙŠ الثامن من أغسطس لعام 1997ØŒ جائزة الدولة التقديرية ÙÙŠ مصر، بالإضاÙØ© إلى جائزة الملك Ùيصل العالمية.
وهنا تÙاصيل اللقاء معه الذي أجري يوم التاسع والعشرين من أغسطس عام 1989 ÙÙŠ الكويت:
http://saadiahmufarreh.com/Øارس-اللغة-العربية-Ù…Øمود-شاكر-ÙÙŠ-لقاء-ت/
*مادام الØديث سيكون عن ÙŠØيى Øقي Øصرًا، هل لنا أن نعر٠كي٠بدأت علاقتك المميزة به؟
– كان لي صديق يعمل ÙÙŠ وزارة الخارجية، وهو متخرج ÙÙŠ قسم الÙلسÙØ© ÙÙŠ العام Ù†Ùسه الذي تخرج Ùيه عبدالرØمن بدوي، واسمه عثمان عسل، وقد تعر٠عثمان هذا على ÙŠØيى Øقي الشاب الآتي من أوربا، والذي تردد على مكتبة الوزارة، ÙØ£Øبه عثمان عسل Øبًا شديدًا، وكان عثمان لا ينقطع عن زيارتي، كان يزورني صباØًا ومساءً وليلا. وذات يوم جاءني عثمان قائلاً: «Ùيه واØد كويس قوي، عاوزك تعرÙه»، Ùقلت له: «اسمه إيه؟»، قال: «اسمه ÙŠØيى Øقي»، وأردÙ: «أرجو أن تكون رÙيقًا به».
وأيامها كنت أعيش ÙˆØدي ÙÙŠ البيت ÙتعرÙت عليه ووجدته مؤدبًا رقيًا يكلمني باØترام شديد وكأنه خائÙ. جلس معي لمدة أربع ساعات متواصلة قبل أن يستأذن للانصراÙØŒ Ùقلت له: إما أن تأتي بعد ذلك أو لا تأتي أبدًا».
عشر سنوات كاملة
*هل كان قد قرأ لك شيئًَا قبل أن يراك؟
– لا أظن.. لقد تعر٠بي عن طريق كلام عثمان عسل.
*وهل كان ليØيى Øقي أي إنتاج أدبي Øينها؟
– نعم.. لقد كان لديه إنتاج قليل ÙÙŠ القصة.
*هل كنت كاتبًا معروÙًا؟
– نعم… لقد كنت أنشر كتاباتي ÙÙŠ مجلة المقتطÙØŒ ÙˆÙÙŠ مجلة المقطم Ø£Øيانًا، ÙˆÙÙŠ صØ٠أخرى، ولكن Øقي لم يكن متابعًا لما أنشره.
*نعود للØديث عن كيÙية توطد علاقتك به بعد ذلك.
– ÙÙŠ اليوم الثالث للقاء الأول، جاء ÙŠØيى ÙˆØده، وبات ليلته عندي، ولم يخرج من بيتي منذ تلك اللØظة ولمدة عشر سنوات كاملة بعدها!! لقد ترك أمه وإخوته وأقاربه وعاش معي ÙÙŠ بيتي طوال تلك المدة.
*تعني أنه أقام عندك إقامة كاملة؟
– نعم.. كان ينام ويأكل ويشرب ويخرج ويعود، و«زي أي واØد بيØب واØدة.. ينزل Ø§Ù„ØµØ¨Ø ÙˆÙŠØ±ÙˆØ Ù„ÙˆØ²Ø§Ø±Ø© الخارجية Øيث يعمل ويطلبني بالتلÙون من هناك بعد نص٠ساعة، أو أنا أطلبه وهكذا!».
*هل كان يعرض ما يكتبه عليك؟
– نعم.. كان يعرض علي كل كتاباته.
*وماذا كان رأيك Ùيها؟
– يعني.. ÙÙŠ البداية قلت له: «يا ÙŠØيى هذه ليست لغة عربية، صØÙŠØ ÙƒÙ„Ø§Ù… ÙØµÙŠØ ÙˆÙ„ÙƒÙ† ليس لغة عربية، اللغة العربية شيء آخر».
*وماذا بعد ذلك؟
– قبل أن أكمل، أقول إنني كنت قد هاجرت من مصر سنة 1928 إلى الØجاز Øيث أقمت هناك، وهو ÙÙŠ ذلك الوقت أيضًا كان مقيمًا ÙÙŠ الØجاز، ÙÙŠ جدة تØديدًا. لقد أقمت أنا هناك سنة 1928 وجزءًا كبيرًا من سنة 1929ØŒ وهو كان مقيمًا هناك طوال سنة 1929 Øيث مقر عمله ÙÙŠ السÙارة المصرية، ولكننا مع هذا لم نلتق أبدًا، لأنني لم أدخل سÙارة مصر هناك قط، ولم أدخلها هنا ÙÙŠ الكويت، ولم أدخلها ÙÙŠ أي مكان كنت Ùيه ÙÙŠ يوم من الأيام. بعد ذلك عندما تعرÙت عليه قال لي «كأننا التقينا ÙÙŠ الØجاز ÙÙŠ ذلك الوقت»، لأننا Ùعلاً كنا ÙÙŠ بلد واØد.
هذه «الØاجات» Ùيها نوع من الشاعرية أيضًا، Ùقد Ø£Øس Ø¥Øساسًا شاعريًا أننا التقينا ÙÙŠ مكان واØد دون أن نتعارÙØŒ ثم التقينا مرة واØدة وتعارÙنا مرة واØدة.
*هل كان يأخذ بملاØظاتك النقدية Øول كتاباته؟
– كان Øقي Ø£Øسن الناس استماعًا، ومن الصÙات العظيمة أن ÙŠØسن الرجل الاستماع.
*وماذا Øدث بعد ذلك؟
– لاشيء. ظلت الأمور كما هي، لكن وجوده معي Ø£Øدث شيئًا آخر، Ùقد كان لي أصدقاء على رأسهم Ù…Øمود Øسن إسماعيل، وإبراهيم صبري، وهو شاعر تركي كبير وهو ابن الشيخ مصطÙÙ‰ صبري شيخ الإسلام الذي Ùارق تركيا، ÙˆØكم عليه وعلى أبيه بالإعدام من قبل مصطÙÙ‰ كمال أتاتورك. لقد كان إبراهيم هذا شخصية تركية، يبدو Ùاره القوام وذا Øماسة ÙÙŠ القلب، بالإضاÙØ© إلى عثمان عسل ومØمد لطÙÙŠ جمعة، وهو Ù…Øام كبير جدًا بل من المØامين المقتدرين، وقاض من القضاة المهمين، مع تشتت ÙÙŠ Ù†Ùسه، Ùقد كان هناك شيء من الشعر ÙÙŠ Ù†Ùسه لا ÙŠØس به، وكان معنا صديق آخر اسمه.. اسمه.
*لعله عبدالرØمن بدوي؟
– لا.. لا.. «سيبك منه بدوي دا كان ثقيل الدم»، لكنه كان صديقًا أعرÙÙ‡ منذ أن كان طالبًا ÙÙŠ السنة الأولى ÙÙŠ الجامعة سنة 1936 عندما كان Ùتى آتيًا من الريÙ.
*والعقاد؟
– لا.. العقاد تعرÙنا عليه بعد الأربعين، ربما سنة 1944ØŒ ÙˆÙÙŠ ذلك الوقت كتبت قصيدة نانا.
*ومَن نانا هذه؟
– نانا Ùتاة كانت تسكن ÙÙŠ الجوار، وكانت أمها مالطية متزوجة من أرمني، لقد كانت جميلة وخÙÙŠÙØ© الدم ومعتزة بنÙسها، وزوجها كان نكتة!! «كان واد خايب يعني»!!
عملي قراءة الشعر
*وماذا كنتم تعملون ÙÙŠ الاجتماعات التي تتم ÙÙŠ بيتك؟
– بطبيعة الØال، أنا عملي هو قراءة الشعر ÙÙŠ بيتي طوال عمري، وليس مثل الآن، يعني مع اشتغالي بأشياء أخرى كثيرة. بل إنني لم أترك الشعر إلا من أجل Ù…Øمود Øسن إسماعيل، بعد سنين يعني.
*لماذا؟
– تركت الشعر ليقول هو الشعر، وليقوم بمهمة الشعر، ÙÙ…Øمود Øسن إسماعيل شاعر ضخم.
*نعود إلى موضوعنا الأساسي… ÙŠØيى Øقي كي٠دخل ÙÙŠ هذا الجو وتأقلم معه؟
– دخل ÙŠØيى ÙÙŠ هذا الجو شيئًا Ùشيئًا، كان Øسن الاستماع، وكان هذا من Ùضائله، لقد كان الشعر الجاهلي والأموي والعباسي لا يألÙÙ‡ الجيل الذي تخرج ÙÙŠ مدرسة الØقوق مثلاً، وعندما كنا نقرأ هذه الأشعار، كان ÙŠØيى شديد الإØساس بها وبدقة، وشيئًا Ùشيئًا ظهرت عنده مقدرة على التنبه إلى جمال الأشياء الموجودة ÙÙŠ هذه الأشعار، قديمها ÙˆØديثها، جاهليها وإسلاميها. وبدأ ÙŠØس بالأشياء Ø¥Øساسًا آخر غير Ø¥Øساسه بما كان يقرأ سابقًا، خاصة وأنه نشأ ÙÙŠ بيت يشجع على القراءة، Ùوالدته كانت تØتÙÙŠ بمقامات الØريري مثلاً، وكانت ØاÙظة للمقامات وللقرآن، وكان أخوه كذلك أيضًا. أي أن ÙŠØيى كان عنده الأصول ÙÙŠ القراءة، ولكنها أصول غير مرتبة.
وعندما دخل ÙŠØيى ÙÙŠ جونا كانت قراءاتي أنا كلها ÙÙŠ الشعر، ويØيى كان شديد الإØساس بجمال التركيب، وهذا ما ميّزه ÙÙŠ ما بعد ÙÙŠ تركيب كلامه. Ùلم يكن ÙÙŠ البداية هكذا أبدًا. وبعد ذلك بدا يظهر اكتسابه، وليس تقليده Ù„Øسن التعبير الموجود ÙÙŠ اللغة، أي كي٠يركب الكلام، ÙÙŠØيى Øقي ليس لديه مادة لغوية كبيرة، ولكنه Ø£Øسن تركيب القليل الذي لديه، إنه ليس مقلدًا، وإنما ظهر له Ùجأة أسلوب متميز، ومع أن أسلوبه ÙÙŠ البداية أيضًا، كان Ùيه نوع من التميز، ولكن هذه القراءات هي التي Ù†Ùعته بعد ذلك.
أنا مختل٠عنه
*سبق Ù„Øقي أن أخبرني عن إعجابه بديوان ذي الرمة تØديدًا باعتباره من أهم الدواوين التي قرأتموها ÙÙŠ تلك الÙترة؟
– هذا صØÙŠØ. Ùديوان ذي الرمة ديوان كبير، Ùكنا نقرؤه بدقة ÙˆÙهم، ويØيى Ø£Øس بالصور الموجودة ÙÙŠ شعره، وكان شديد الإØساس به، وأظن أن من أكبر المؤثرات عليه ما قرأه ÙÙŠ هذا الديوان أكثر من سواه.
*لقد كتبت أنت مقالاً عن ذي الرمة ربما كان من أهم مقالاتك ÙÙŠ ذلك الوقت؟
– نعم، وكان ÙŠØيى معجبًا به كثيرًا بالإضاÙØ© إلى مقال أسرار الØرو٠العربية وقد نشر ÙÙŠ مجلة المقتطÙ.
دعيني أعد لأتØدث عن ÙŠØيى Øقي.
*تÙضل.
– ميزة ÙŠØيى أنه اكتسب القدرة على تركيب الكلام الذي ÙŠØسنه بطريقة عربية صØÙŠØØ©ØŒ وأن اللغة ليست النØÙˆ وليست الصرÙØŒ إنما لابد أن تكتسب، قبل النØÙˆ والصرÙØŒ تذوق النØÙˆ والصرÙØŒ تذوق النØÙˆ والصر٠عن طريق القراءة.
*ما مدى التشابه بين كتاباتك وكتابات Øقي؟
– هذا سؤال غلط، لأن طبيعتي مختلÙØ© عن طبيعة ÙŠØيى.
كنت قد سألت ÙŠØيى Øقي Ù†Ùسه السؤال ذاته Ùقال إننا «من مية واØدة».
– نعم، ولكن من نوعين مختلÙين!
*وكي٠كانت علاقاتك بالأدباء الآخرين؟
– أنا لا أدخل ÙÙŠ بيتي الأدباء إلا قليلاً، ومن هذا القليل Ù…Øمود Øسن إسماعيل ويØيى Øقي وعدد آخر Ù…Øدود، أما الآخرون Ùقد كنت أقابلهم على «القهاوي» وغير ذلك من الأمكنة، أما بيتي Ùلا يدخله إلا نوع معين من الأدباء.
*أي نوع تعني؟
– «معرÙØ´ بقه.. مش لازم تعرÙي»!!.. وأعود الآن لأتØدث عن ÙŠØيى Øقي لأقول إنه ليس من أصول عربية، ولكنه اكتسب العربية اكتسابًا صØÙŠØًا عن طريق النشأة ÙÙŠ مصر خاصة وأنه من مواليد «الØلمية»، Ùليس له أصول عربية نستطيع أن نقول إنه يرجع إليها. ولكن صÙاء Ù†Ùسه وصÙاء شعوره مكّنه من أن يمزجها Ø¨Ø±ÙˆØ ÙŠØيى إلى أن خرج منه الأسلوب المعرو٠بأسلوب ÙŠØيى Øقي. وبالطبع أيضًا هو نوع آخر Ùيما يتعلق بي أنا. Ùأنا عربي وشري٠النسب وصعيدي شرقي.
وهل لاØظت أي أثر لأصول Øقي غير العربية على كتاباته؟
– لا.. ولكن هناك «Øاجات» Ø®Ùية جدًا بصراØØ©ØŒ Ùمع Øبه لمصر ولكنه ظل يشعر ÙÙŠ داخله بشعور الأتراك القدماء. هو ينكر، ولكنني أعر٠ذلك جيدًا.
*أعني هل أثر هذا الشعور الخÙÙŠ الذي تتØدث عنه ÙÙŠ كتاباته؟
– لا لم يؤثر، بل لعلي أستطيع القول إنه أثّر بشكل عكسي، ÙØتى ينÙÙŠ هذا الإØساس عنه بالغ ÙÙŠ جرعة Øبه لمصر.
*قلت إن من Ùضائل ÙŠØيى Øقي عدم الغضب، ولكن…
– نعم، أنا لا أتساهل مع Ø£Øد، والناس ينÙرون مني لهذا السبب، ولكن الØقيقة أن ÙŠØيى اØتملني، ÙÙÙŠ شبابي كنت عنيÙًا وشديدًا، ولساني Øاد على أصدقائي الذين Ø£Øبهم، ولكن ÙŠØيى لم يغضب قط. أكبر Ùضيلة ليØيى أنه لم يغضب قط ولم يشكني إلى Ø£Øد قط.
*ما رأيك بترجمات ÙŠØيى Øقي؟
– كان ÙŠØيى يترجم تØت تأثير الكتابة النØوية، ولكن الكتابة سليقة وليست Ù†Øوًا، ولقد كانت هناك أشياء صغيرة كنت أقولها له ولكنه تمكن منها بعد ذلك، كما أن ليØيى Øقي بعض الآراء الÙاسدة Øتى الآن، منها أنه يتصور مثلاً أننا إذا قرأنا بيت الشعر وتوصلنا بأنÙسنا إلى معرÙØ© القاÙية دون أن نسمعها Ùإن البيت ضعيÙØŒ وهذا طبعًا كلام سخي٠جدًا ولا قيمة له ولكنه يردد ذلك لغاية الآن.
*ربما لأن القاÙية Ø£Øيانًا هي Øد إيقاعي وليس Øدًا معنويًا؟
– ÙŠØيى Øقي لأنه من أصول تركية ينسى أن للعربي قدرته ÙÙŠ هذا، Ùهو ذكي ويريد منك الذكاء، أي أنك تصل إلى القاÙية قبل أن يصل إليها.
*هل نستطيع تØديد ما اكتسبه Øقي منك أو من جلسات القراءة الشعرية؟
– لم يكتسب، ولكنه Ùعلاً كان مقتدرًا، يعني لا توÙيق الØكيم ولا نجيب Ù…ØÙوظ ولا Ø£Øد من هؤلاء عنده ما عند ÙŠØيى Øقي من تكوين، كما أنه لا Ø£Øد ÙÙŠ الشعر عنده ما عند Ù…Øمود Øسن إسماعيل من تكوين شعري، ولكنه، أي Ù…Øمود Øسن إسماعيل، لم يبلغ النهاية، Ùشعره لا يدل على شاعريته وهو ÙÙŠ شاعريته أشعر بمراØÙ„.
ويØيى يقال هذا Ùيه أيضًا، Ùقد كان عنده من المقدرة ما يبلغ به أعلى من هذه المرتبة، Ùلا نجيب Ù…ØÙوظ يلØقه ÙÙŠ ذلك ولا غيره. نجيب Ù…ØÙوظ رجل صنعة مثل أبي تمام، على الرغم من أن أبا تمام شيء آخر تمامًا.
*وماذا عن توÙيق الØكيم؟
– توÙيق الØكيم هذا الØكم عليه أسوأ بكثير، Ùهو لا يقدر أن يق٠بجانب Ù…ØÙوظ ولا بجانب Øقي.
ÙˆØتى أقول الØÙ‚ أرجع لأقول إن نجيب Ù…ØÙوظ أيضًا لديه قدرة، ولكنه لم يستمر، Ùقد شغلته الصنعة عن اكتساب القوة واكتساب السليقة الصØÙŠØØ©. لقد أدرك ÙŠØيى Øقي هذا ولكن نجيب Ù…ØÙوظ وق٠عند الØدود، Ùهو مقتدر ولكنه لم يعمل، تمامًا مثل Ù…Øمود Øسن إسماعيل الذي يملك شاعرية ضخمة ولكنه لم يصل إلى الغاية. نجيب Ù…ØÙوظ مقتدر ولكنه انتبه إلى الغرض الثاني، Ùهو يجيد الرواية وقد تÙوق Ùيها. تÙوق على توÙيق الØكيم بمراØÙ„ØŒ ولو أنه بتواضعه يقول عن الØكيم إنه أستاذه، ولكنه أستاذ الØكيم طبعًا.
*قلت إن ÙŠØيى Øقي منذ البداية كان يعرض عليك كتاباته، Ùهل كنت تعرض عليه كتاباتك؟
– نعم، كنت أقرأ له أشعاري وهو يسمع.
*وهل كانت له عليها ملاØظات معينة؟
– لا، كان يسكت عني، وأنا أعر٠أنه لم يكن ينتبه إلى قراءتي، أما أنا Ùكنت أقرأ ولا أستاء. وبالطبع Ùإن ذلك يتصل بÙضائله الشخصية، Ùقد كان يتميز بالوÙاء والطيبة ÙˆÙعل الخير والانÙعالات لأبسط الأشياء. ولذلك، Ùأنا لم أغضب منه على الرغم من أنه أساء إليّ إساءة بالغة بعد ذلك، لم أغضب منه لأنني أعر٠أنه خا٠طبعًا من عبدالناصر وقد Ù…Ø¯Ø Ø¹Ø¨Ø¯Ø§Ù„Ù†Ø§ØµØ±.
*أنت تشير إلى Ùترة سجنك ÙÙŠ عهد الرئيس الراØÙ„ جمال عبدالناصر.
– نعم، أيامها انقطع ÙŠØيى Øقي عن زوجتي أم Ùهر ولم يسأل عنها وأنا ÙÙŠ السجن، ولكنه كان يسأل عنها «من بره لبره». كان خائÙًا ولكن Ù†Ùسه صاÙية ÙÙŠ الØالتين، ÙÙŠ Øالة الخو٠وÙÙŠ Øالة الأمن.
*وهل كان لخوÙÙ‡ تأثير على مستوى كتاباته؟
– بالطبع Ùهو خواÙØŒ ومØمود Øسن إسماعيل أيضًا كان كذلك، لقد خا٠أصدقائي عندما سجنت وانقطعوا عني، ولكن إساءة Øقي هذه لم تØز ÙÙŠ Ù†Ùسي «قلت لك إنه جبان وخلاص».
*وكي٠برر انقطاعه عنك؟
– «ما يعرÙØ´ يبررها»، بماذا يبرر الصديق انقطاعه عن صديقه؟ إن الصديق يلقي بنÙسه ÙÙŠ النار من أجل صديقه. وعلى الرغم من ذلك أنا لم أتأثر بÙعل إسماعيل ويØيى، لم أتأثر بسوء Ùعلهما، بل إن ÙŠØيى بالذات جزء مني وأنا أعر٠أنني جزء منه، وكل ما ÙÙŠ الأمر أنه انقطع عن أولادي وعن أم Ùهر ÙÙŠ Ùترة دخولي السجن ÙÙŠ الوقت الذي كان Ùيه الكويتيون يأتون إلى بيتي ويهتمون به وعلى رأسهم يعقوب الغنيم ÙˆØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¹Ø«Ù…Ø§Ù† وعمر وعبدالعزيز التمار وأØمد الجاسر، كانوا يصرÙون على بيتي ولذلك أنا Ø£Øب الكويتيين لأن لهم منة ÙÙŠ عنقي لا تزول.
*كي٠تم التعار٠بينك وبين هؤلاء الكويتيين؟
– أرسلهم إليّ الأستاذ سيد صقر الذي كان أستاذًا للأدب العربي ÙÙŠ المعهد الديني ÙÙŠ الكويت. وعندما أتوا عندي Ø£Øببتهم وأدخلتهم ÙÙŠ بيتي، وعندما يساÙرون إلى الكويت ÙÙŠ الإجازات كنت Ø£Ùتقدهم بشدة.
ونشأت بيني وبينهم مودة وكانوا كلهم بمنزلة أولادي ومنهم عبدالله عيسى ومØمد الرومي ÙˆØمود وغيرهم كثير.
أكره الجنس الأوربي!
*لقد Ùاز ÙŠØيى Øقي بجائزة الملك Ùيصل العالمية ÙÙŠ الأدب لعام 1989ØŒ وهي الجائزة Ù†Ùسها التي Øصلت أنت عليها عام 1984ØŒ Ùما رأيك بهذه الجائزة؟ وهل يمكن مقارنتها بجائزة نوبل للآداب التي Øصل عليها نجيب Ù…ØÙوظ؟
– أولاً أنا لا Ø£Øب الجنس الأوربي عن بكرة أبيه، ولا Ø£Ùضل الغرب المسيØÙŠ كله، وليس له ميل ÙÙŠ Ù†Ùسي، وأولاد Ùيصل (الملك Ùيصل) عملوا عملاً كبيرًا لأنهم أوجدوا جائزة الملك Ùيصل، Ùمالنا Ù†ØÙ† ونوبل؟ إن جائزة نوبل لا تهمني ولا ÙŠØµØ Ø£Ù† ينتظرها Ø£Øد. عندما Ùاز ÙŠØيى Øقي بجائزة الملك Ùيصل ÙرØت، لسبب وهو أن نجيب Ù…ØÙوظ عندما Ùاز بجائزة نوبل عملوا له ضجة، أما ÙŠØيى عندما Ùاز بجائزة الملك Ùيصل لم يعمل له Ø£Øد ضجة ولكنني أعتقد أن الله أكرم ÙŠØيى لأنه Ùاز بجائزة الملك Ùيصل ولم يأخذ جائزة نوبل، أقول ذلك على الرغم من أنني أعر٠أن الأولى قيمتها المادية 98 أل٠دولار ÙÙŠ Øين أن الثانية قيمتها مليون دولار، إن جائزة الملك Ùيصل لها منزلة عندي كما قلت ÙÙŠ خطاب تسلمي لها قبل أربع سنوات، وأØب أن ينتمي إليها العالم العربي والإسلامي.
*وهل ØªØ±Ø´Ø Ø£Øدًا لهذه الجائزة الآن؟
-لا.. لا.. لا Ø£Ø±Ø´Ø Ø£Øدًا Ùأنا عضو ÙÙŠ المجمع اللغوي ولكنني لا Ø£Ø±Ø´Ø Ø£Øدًا، أما ÙŠØيى Ùهو يستØÙ‚ ليس نوبل Ùقط بل أضعا٠أضعا٠جائزة نوبل.
مجلة العربي / الاول من نوÙمبر 2007
http://www.alarabimag.com/arabi/common/showhilight.asp
عن Saadiah
السابقالصÙØØ© تØت الإعداد Øالياً
التاليبانتظار جنة النوتيلا
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الØقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
تواضعت Ø£Øلامي كثيرا إلا واØدا منها: أن أصلي الÙجر ÙÙŠ الأقصى..بعد تØريره.
Tweets von @”saadiahmufarreh”
الأرشيÙ
الأرشيÙ  اختر شهر  سبتمبر 2018  (33)  أغسطس 2018  (56)  يوليو 2018  (3)  مايو 2018  (4)
سبتمبر 2018سدنثأربخج« أغسطس  123456789101112131415161718192021222324252627282930
Greetings Saadiah | Powered by TNK
© Copyright 2018, All Rights Reserved